زمان جاري : دوشنبه 31 اردیبهشت 1403 - 7:45 بعد از ظهر
نام کاربري : پسورد : يا عضويت | رمز عبور را فراموش کردم
...در حال بارگيري لطفا صبر کنيد
صفحه اصلي / مقالات ودست نوشته ها / أثر الوصل والفصل فی بلاغة سورة یوسف
ارسال پاسخ جديد
أثر الوصل والفصل فی بلاغة سورة یوسف
تعداد بازدید: 1110
samira آفلاين

گروه عربی دانشگاه کردستان

ارسال‌ها : 8

عضويت:1 /6 /1391

محل زندگي: سقز

سن: 21

شناسه ياهو:

تشکر شده : 4

أثر الوصل والفصل فی بلاغة سورة یوسف

أثر الوصل والفصل فی بلاغة سورة یوسف

٣٠ حزیران (یونیو) ٢٠١٠بقلم میسا كاظم دهداری

- میسا دهداری- فراس دهداری
- جامعة پیام نورآبادان- خرمشهر
- الاستاذ المشرف: الدكتور جواد سعدون زاده
- الاستاذ المساعد: الدكتور ولی الله شجاعپوریان
المقدمه:

تمیّزالقرآن
الکریم عن سائر الکتب السماویة بإعجازه البلاغی وکانت بلاغته من الوسائل
المهمة لابراز إعجازه وکشف مکامنه والغوص فی بحوره وبیان درره الخفیة التی
یعجز البشرأن یأتی بمثلها والنّص القرآنی نصّ غنیّ بأفکاره ومعانیه وحکمه
ومواعظه التی اختفت وراء ألفاظه وتراکیبه وسورة یوسف (ع) کانت غنیّة
بأفکارها ومعانیها اللطیفة المختفیة وراء ألفاظها المتناسقة وتراکیبها
المتماسکة لهذا اخترت بحث الوصل والفصل فی بلاغة السورة ودراسة أدبیّة.

أهمیة
الفصل والوصل فی البلاغة: تأتی أهمیة موضوع الفصل والوصل بوصفه واحداً من
الموضاعات التی جعلتها البلاغیون حداً للبلاغة إذ «قیل للفارسی ما البلاغة؟
قال المعرفة الفصل والوصل»  [1] ولدقة هذا الموضوع وغموضه تعصب معرفته
وإدراكه لمن لایعرف أصوله ومواضعة، تلك المواضع التی نجدها فی كتب البلاغة.
فما من كتاب إلاّ وبحث فی هذا الموضوع وحدّد أصوله ومواضعه. الفصل والوصل
یرتبط بالعطف وعدمه فـ «مدار الفصل والوصل هوترك العاطف وذكره»  [2] وتمكن
البلاغة فی الترابط المعنوی بین أجزاء النصّ الأدبی، فإذا كان النصّ الأدبی
یعبّر عن معنى الواحد ویوجد بین أجزائه ترابط أوصلة أومناسبة فتنفصل بین
تلك الأجزاء، أی یُترك العطف مثل قوله تعالى«ذلك الكتاب لا ریب فیه هدیً
للمتّقین» .  [3] وإذا كان النصّ الأدبی لایعبّر عن معنى الواحد ولا یوجد
بین أجزائه ترابط أوصلة أومناسبة فتفصل أیضاً مثل [4].فـ «ترك العطف یكون
إمّا للإتصال إلى الغایة أوالانفصال إلی الغایة والعطف لما هوواسطةُ بین
الأمرین، وكان له حالٌ بین حالین».  [5] وأمّا إذا اختلفت المعانی فی النصّ
الأدبی فیجب العطف بالواوفیما بینها أی الوصل؛ لأنَّ العطف بالواویدل على
الجمع والاشتراك لیس كغیره من الأدوات العطف الأخرى، فالواوتدل على الجمع
والإشتراك دون زیادة فی حین یدّل العطف بعیرها على زیادة [6] تدل على
الترتیب والتعقیب، و(ثُمَّ]] تدل على الترتیب مع التراخی. ویبقی للتمیز بین
الفصل والوصل أثرٌ واضح ینعكس على الكلام إذ یكسب التمییز بینهما الكلام
بلاغة وابداعاً وهذا ما قاله القزوینیّ «وتمییز موضع أحدهما من موضع الاخر
على ما تقتضیه البلاغة فنٌ عظیم» .  [7] فعل الرغم من قلّة شواهد الفصل
والوصل فی السورة المباركة فإنّنا نراه قد ترك علیها لمسة فنیة.

أولاً/الـفـــصـــل:

هوعدم
استعمال الواوالعاطفة بین الجمل كما قدمنا إذ قال فیه السكاكی «إنَّ
الجملة متى نزلت فی كلام المتكلم منزلة الجملة العاریة عن المعطوف علیها
كما إذا أرید بها القطع عمّا قبلها وأرید بها البدل عن سابقةعلیها لم تكن
موضعاً لدخول الواووكذا متى نزلت من الأولی نفسها لكمال اتّصالها بها مثل
ما إذا كانت موضحة لها و

مبینة أومؤكدة لها ومقرّرة وحقرره لم تكن
موضعاً لدخول الواو، وإنّما یكون موضعاً لدخوله إذا توسطت بین كمال الاتصال
وبین كمال الانقطاع، ولكلّ من هذه الأنواع حاله تقتضیه، فإذا طابق ورودها
تلك الأحوال وطبق المفصل هناك رقی الكلام من البلاغة عند أربابها» .  [8]
ویحدد الجرجانی ثلاثة أنواع للجمل على أساسها یتّم الفصل بین الجمل :  [9]
1. جملة حالها مع التی قبلها حال الصفة مع الموصوف والتأكید مع المؤكّّد،
فلا یكون فیها العطف البتة، لشبه العطف فیها، لوعطفت یعطف الشئ على نفسه 2.
جملة حالها مع التی قبلها حال الاسم یكون غیرالذی قبله، إلاّ أنّه یشاركه
فی حكم، ویدخل معه فی معنی، مثل أن یكون كلا الاسمین فاعلاً أومفعولاً
أومضاف الیه، فیكون حقّها العطف. 3. وجملة لیست فی شئ من الحالین، بل
سبیلها مع التی قبلها سبیل الاسم مع الاسم لا یكون منه شئ، فلا یكون إیّاه
ولا مشاركا له فی معنی، بل هوشئ إن ذكر/ لم یذكر إلاّ بأمر ینفرد به، ویكون
الذكرالذی قبله وترك الذكر سواء فی حالة، لعدم التعلق بینه وبینه رأساً،
وحق هذا ترك العطف البتة. وقد حُددّت مواضع الفصل فی ثلاث نقاط هی :  [10]
أ. كمال الاتصال: وذلك أن یكون بین الجملتین اتّحاد تامّ، كأنّ تكون
الثانیة توكیداً للأولى أوبدلاً منها أوبیاناً لها. ب . كمال الانقطاع:
وذلك ان تنقطع الصلة بین الجملتین انقطاعاً تامّاً، كاختلافهما فی الخبر
والإنشاء. ج . شبه كمال الاتصال: ویسمی (الاستئناف) وبه یتم الفصل بین
الجملتین لتنزیل الثانیة منزلة الأولى باعتبارها جواباً عن سؤال یستنتج
انَّ السامع سیسأله بینه وبین نفسه عند سامع الجملة الأولى. وقد كان لموضوع
الفصل أثر بالغ الأهمیة فی تحدید مواضعه داخل جمل السورة المباركة؛ لأنها
حوت جملاً لا مناسبة بینها، وعلى جمل شدیدة التناسب والاقتراب حتّى لكأن
الثانیة كالاولى، وحوت فضلاً عن ذلك جملاً واقعة جوابا ً لسؤال مقدّر غیر
موجود بل مستخلص عن الجملة السابقة لها. مواضع الفصل فی السورة المبارکة:
1- التلاحم والانسجام المعنویّ: هوما یسمیّ بـ « کمال الاتصال»  [11] ویكون
ذلك عندما تكون الجملة الثانیة مؤكّدة الأولى أومبیِنة ومفسِّرة لها،
وبهذا سوف تتشابك الجملة ان بالمعنى وحینها لا داعى لذكررابط حرفیّ بینهما
لأن ترابطهما المعنوی أقوىمن ذلك. أ/ أن تكون الجملة الثانیة مؤكِّدة
ومبینة للاولى: وجاء ذلك فی السورة فی مقامی التعظیم والتنزیه للنبی یوسف
[12] ففی قوله تعالى على لسان النسوة«…فلمّا رأینه أكبرتُه…ما هذا بشراً.
إن هذا إلاّ ملكٌ كریم».  [13]

فالمقام فی الآیة الكریمة مقام تعظیم
له(علیه السلام) وتعجب من خلقه وأخلاقه فوجب فیها ترك العطف؛ وذلك لأن
الجملة الثانیة (إن هذا إلاّ ملكٌ كریم) مشتملة على معنى الجملة الاولى
وكأنها هی. فجملة (ما هذا بشراً) تنفی انه من البشر، وحینها لابدَّ من جملة
أخرى یؤتی بها لتُبین الجنس الذی ینتمی إلیه فتأتی الجملة (إن هذا إلاّ
ملكٌ كریم) مبینة لنوع الجنس الذی ینتمی إلیه. إذن الجملة الثانیة قد بینت
مضمون الاولى واكدته واثبتت ما نفی عنه وبهذا كان لابدَّ من الفصل بینهما؛
لانه لا حاجة للوصل بین المؤكِّد والمؤكِّد. ومثل هذا النوع من الجمل كثیر
فی القرآن الكریم كما فی قوله تعالى «ذلك الكتاب لا ریب فیه. هدی للمتقین» .

 [14]

فالفصل
بین جملة الآیة الكریمة واجب وضروری؛ لأنَّ كلّ جملة فیها مؤكِّدة لما
یسبقها وهی بمثابة التأكید لصفة الصفاء والنقاد للقرآن الكریم عن كلّ ما لا
یلیق به، فهی فی مقام تنزیه الكتاب العظیم. وتری فی قوله تعالى «…كذلك
لنصرف عنه السوء والفحشاء. إنّه من عبادنا المخلصین».  [15] الآیة مسوقة فی
تنزیهه [16] من كل سوء. فجاءت الجملة الثانیة مؤكِّدة ومبنیة للجملة
الاولى. فلأنّه مخلص فی العبادة فقد أصرف عنه السوء. وبهذا وجب الفصل بین
الجملتین لأن لا حاجة إلى ما یوصل بینهما، فارتباطهما المعنوی یغنی عن
الوصل. ب / ان تكون الجملة الثانیة مفسرة للجملة الاولى: وذلك فی قوله
تعالى « فبدأ بأوعیتهم قبل وعاء أخیه ثُمَّ استخرجهما من وعاء أخیه كذلك
كدنا لیوسف. ماكان لیأخذ اخاه فی دین الملك…».  [17] فجملة (ما كان لیأخذ
أخاه فی دین الملك) فسرت معنى الكید الذی یدور علیه سیاق الخبر، وبیّنت
سببه. فهی قد فسرّت واوضحت ما كان مختفیاً وراء ذلك الكید؛ حیث أعطت لنا
التغییر المناسب الذی یوضح ذلك؛ فأوضحت الكید الذی علمه الله سبحانه وتعالى
إلى نبیه یوسف(علیه السلام) وهوبأن یجعلهم یصدرون الحكم على أنفسهم من
شریعتهم بأن السارق یُسترق مكان سرقته، وبهذا یكون قد أبقى معه أخاه
واستنقذه من حكم الملك داعیاً بعد ذلك لجلب أهله أجمعین لعیش معه فی مصر.
والظاهر مّا تقدم هوالعطف ولكن مُنع العطف؛ وذلك لنزول الجملة الثانیة
منزلة المؤكِّد للاولى والمبیّن والمفسّر لها وحینها لا یجوز وصلهما بحرف
العطف؛ لاتصالها المعنوی.

2- عدم وجود مناسبة بین الجملتین أوأختلافهما اختلافاً تاماً: وهذا ما یسمّى بـ «کمال الانقطاع»  [18]

كأن
تكون الاولى إنشائیة والثانیة خبریة كما فی قوله تعالى«إذ قالوا لیوسف
أخوه أحب إلى أبینا منّا ونحن عُصبة إنَّ أبانا لفى ضلالٍ مبین* اقتلوه
یوسف أوأطرحوه أرضا. یَخل لكم وجه أبیكم»  [19] وهنا فصل بین ما هوخبروما
هوانشاء؛ لأنّه لا یجوز عطف الخبر على الانشاء مطلقاً. فجملة (إنَّ أبانا
لفى ضلالٍ مبین) جملة خبریة، فكأنّما یُخبر أحدهما الأخر بذلك، أمّا جملة
(اقتلوه یوسف) فهی جملة إنشائیة أمریة والفرق بین الأثنین هواختلاف المقام؛
وذلك لأنَّ لكلّ مقام مقالاً یناسبه ویعبّر عنه. فالجملة الاولى سیقت فی
مقام التشاور فی أمر یوسف وحبّ أبیه له (علیهما السلام)، أمّا الجملة
الثانیة فقد سیقت فی مقام ما بعد التشاورفجاء الحكم بفعل الأمر(اقتلوه)؛
لأنّه أكثر ملاءمة للمقام، فی حین یکون الأخبار أکثر ملاءمة فی مقام
التشاوروالبحث فی الامر. وفی السورة موضع أخر للفصل بین مثل هذا النوع من
الجمل لقوله تعالى«…واستغفری لذنبك إنَّكِ كُنتِ من الخاطئین».  [20] ففُصل
بین الجملتین فی الآیة لاختلافهما بالإنشاء والخبر لفظاً ومعنى فالأولى
أمریة والثانیة خبریة وحینها لا یجوز العطف بینهما. 3- الاستناف: وهوما
یسمی بـ «شبه كمال الاتصال»  [21] والاستناف هوالبدایة من جدید، وهذا
المصطلح كثیر ما نسمعه فی المحاكم، أی یُعاد النظر فی القضیة من جدید.
وهوفی النصوص الأدبیة یُسمّى بشبه كمال الاتصال إذ«تكون الجملة الثانیة
قویة الارتباط بالأولى، لوقوعها جواباً عن السؤال یفهم من جملة الاولى.
فتفصل عنها كما یفصل الجواب عن السؤال» .  [22] وإنّما یأتى الفصل بین هذا
النوع من الجمل لغرض التعلیل فكأنّما ما مذكور من جواب هوتعلیل لما محذوف
من سؤال کما فی قوله تعالى «… قالوا یا أبانا ما نبغی هذه بضاعتُنا إلینا
رُدَّت إلینا ونمیرُ أهلنا ونحفظ أخانا وتزداد الكیل بعیر ذلك كیلٌ یسیر». 
[23] فستأنفت جملة [24]عما قبلها وذلك بنأ على أنّهم یُجیبون سائلاً یسأل
أی حاجة إلى الازیاد؟ فیجیبون بأن ما جاءوا به شئ قلیل. ومثله قوله تعالى
على لسان یوسف [25]« وما أبرئُ نفسی. إنَّ النفس لأمّارةٌ بالسوء…»  [26]
واستأنفت جملة [27] بناءً على أنَّ المتکلم یُجیب عن سؤال قد خمنه المخاطب
بینه وبین نفسه وتردد فیه وهولماذا لا تبرأ النفس؟ فجأت الجملة الثانیة
(إنَّ النفس لأمّارة بالسوء) لتُجیب عن ذلك التساؤل الذی خمنه المخاطب بینه
وبین نفسه، فتكون الجملة [28] قد استأنف الكلام. وعندما تقع الجملة جواباً
عن سؤال یقدر بناءً على ما مذكور فهذا قمة فی البلاغة والابداع التی لا
یمكن للانسان العادی أنْ یصل إلیها. وترى فی القرآن الكریم مجئ الفعل )قال)
مفصولاًغیرمعطوف  [29] وهذا كثیرفی سورة یوسف، والسبب فى ذلك لأن السورة
سیاقها سرد قصه بعینه. ففی تتبع هذه القصة والحوار بین شخصیاتها تظهر لنا
كثرة مثل هذا النوع من الجمل. وإنّما یُفصل الفعل [30] عمّا بعده تقدیر
سؤال (فماذا قال فلان بعد ذلك؟) فتأتی الجملة التالیة للفعل(قال) جواباً
للسؤال المقدّر ومن ثمَّ لابدَّ من الفصل بینهما لا العطف كما فی قوله
تعالى « إذ قال یوسف لأبیه، یا أبتِ إنّی رأیتُ أحَدَ عَشَرَ كوكباً والشمس
والقمر رأیتهم لی ساجدین* قال یا بُنیّ لا تقصص رؤیاك…»  [31] « قالوا یا
أبانا مالك لا تأمّنا على یوسف…»  [32] «قال إنّی لیحزنُنی أن تذهبوا به…»
.  [33]

فالفصل مبنیٌّ على سؤال (فماذا قال یوسف لأبیه؟ وماذا قال
له أبوه؟ وماذا قال الأبناء لأبیهم فی أمر یوسف؟ وماذا ردّ علیهم؟) وكلّ
ذلك للتنبیه على أمر یدور حول سیاق الحدیث وهوفی الآیات المذكورة للتنبیه
على حبّ یعقوب لیوسف (علیها السلام). وحسد الأخوة له على ذلك الحبّ. ومثله
كثیر فی سورالقرآن الكریم التی تأتی لسرد القصة وما فیها من أحداث وحوار
وجدال بین الشخصیات. وإنّما یقدّر السؤال تقدیراً لئلاّ ینقطع الكلام،
فكأنّما ذلك الاستئناف هومكان تلك الأسئلة المقدّرة. فیشعرك الاستئناف
بأنَّ هناك بانَّ هناك مدة زمنیة وجیزة بین لفظة [34] وبین جملة مقول
القول. والسبب فی فصلهما هوذلك السؤال المقدّر، الذی جاء الفصل بین الجمل
لیأخذ مكانه ویترك فرصة للقارئ فی اكتشافه وتخمینه وكل ذلك خدمة للسیاق،
ویبدوانّ للاستئناف فی السورة المباركة ارتباطاً قویاً بالمقام.

ثــانــیــاً:
الــوصــل: إذا كان الفصل ترك العطف بین الجمل بالوقوف على الاولی،
والابتداء بما بعدها، فالوصل هو«جمع وربط بین جملتین [35] لصلة بینهما فی
الصورة والمعنى أولدفع اللبس».  [36] وهذا یعنی أنّ الحرف العطف [37] دلالة
على الجمع بین الجمل التی تتوفر فیها امورمشتركة بینها، ویشترط فی الوصل
بین الجمل أن یكون بینها [جامع كالموافقة والتضاد]  [38] مثل اشتراك
القراءة والكتابة فی الموافقة، والسریع والبطیء، والنور والظلمة فی التضاد.
علما أنَّ هذا الجامع یجب أنْ یؤخذ بنظرالاعتبارتوفره فی كل من المسند
والمسند إلیه بین الجملتین. فعندما تقول (أحمد قادم والأرنب ذاهب) هذا غیر
صحیح لعدم الموافقة بین المسند إلیه فی الجملتین، وأن توافرالجامع بین
المسندین فی الجملتین بالتضاد. إما إذا قلت [39] فهذه الجملة صحّ فیها
الوصل لوجود الجامع بالاتفاق بین المسند إلیه فی كلتا الجملتین، والجامع
تضاد بین المسندین فی كلتیهما«کما یجب أن یکون المحدث عنه فی إحدى الجملتین
بسبب من المحدث عنه فی الأخری، كذلك ینبغی أن یكون الخبرعن الثانی ممّا
یجری مجری الشبیه أوالنظیر أوالنقیض للخبر الأول، فلوقلت زید طویل القامة
وعمر وشاعر- كان خلفاَ، لأنه لا مشاكلة ولا تعلّق بین طول القامة وبین
الشعر، وإنّما إن یقال: زید کاتب وعمر شاعرــ وزید طویل القامة وعمر
وقصیر»  [40] فالعطف بین الجمل لابدَّ أنْ یكون هناك جامع بین المسند
والمسند إلیه فی الجملة. مواضع الوصل فی السورة المباركة:

تمیزت لغة
القرآن الكریم بتفردّها عن سائر اللغات بسمات خاصّة بها ومن هذه السمات
الوصل بین الجمل المتناسبة وفی تتبع آیات السورة المباركة وجد فیها الوصل
بالاتفاق مع مواضعه التی حددها البلاغیون، وأثرذلك فی تناسق نظمها وانسجامه
فعكس أبعاداً اختفت وراء جملة الموصولة. ومن مواضع الوصل: 1- أن یكون
للجملة الأولى محلّ من الإعراب وقصد إشراك الجملة الثانیة لها فی الحكم
الإعرابّی: وهذا كعطف المفرد على المفرد لأنَّ الجملة لا یكون لها محل من
الإعراب حتی تكون واقعة موقع المفرد وینبغی هنا أنّ تكون مناسبة بین
الجملتین . والمناسبة التی لوحظت بین الجمل فی آیات السورة كانت:  [41] أ.
اشتراكهما فی وصل حال المتحدث عنه، فتعطف إحداهما على الأخرى لهذه المناسبة
إذ أنَّ الثانیة تكمل وصف الحال للأولى كما فی قوله تعالى «… أرسَلَت
إلیهنَّ وأعتَدَت لهُنَّ متكأَ وآتت كلَّ واحدة منهنَّ سكیناً…».  [42]
وانما وصل بین الجمل؛ وذلك للمناسبة بینه فی أنَّ المسند الیه فیها جمیعاً
هوالضمیر العائد على إمرأة العزیز فكان الوصل بین جملة [43] وجملة [44]
لأنَّ الجملة الأولى جاءت فی وصف حال النسوة اللاتی فی بیتها حیث كنَّ
متكئات للطعام «قیل متكأ مجلس الطعام» .  [45] فتأتی الجملة الثانیة موصولة
بالأولى استكمالاً لوصف حالهن تصبح هیئة جلوسهن بأنّهن جالسات قعوداً
وماسکات للسکاکین. فالمناسبة واضحة بین الجملتین باتحادهما بالمسند إلیه
وتناسبهما فی وصف الحال، فجملة [46] تناسب جملة [47] لأنّها داخلة فی حكم
وصف حالهن. ب. یوصل بین الجمل عندما تكون علاقتها كعلاقة السبب بالمسبب،
كما فی قوله تعالى« واستبقا الباب وقدّت قمیصه من دُبُر…».  [48]

وصل
بین الجملة (واستبقتا الباب) وبین جملة (وقدّت قمیصه) وذلك لأن الاستباق
كان سبباً بالقد، وبهذا عطفت الجملتان على بعض للمناسبة بینهما فی أنَّ
إحداهما سبب والأخرى نتیجه له. 2- اتفاق الجملتین خبراً وإنشاء، لفظاً
ومعنى، أومعنى فقط: أ. اتفاق الجملتین بالإنشاء لفظاً ومعنى، كما فی قوله
تعالى« یوسف أعرض عن هذا واستغفری لذنبك…»  [49]

فعطفت جملة الأمر
بـ (الاستغفار) على جملة الامر بـ (الإعراض) لإنشائیتهما لفظاً ومعنى فی
فعل الأمر. فجأت الآیة الكریمة على لسان العزیزبالأمر خارجاً به إلى ترجى
یوسف (علیه السلام) عن ذكر ما حدث من مراودة امراة العزیز له، وأمره لها
بالاستغفار عن الذنب اقترفته، وما كان الوصل بینهما لانشائیتهما فقط ، بل
للمناسبة بینهما بأن كل من الإعراض والاستغفار كانا فی أمر واحد ولحدث واحد
وهوحدث المراودة الذی نوته امرأة العزیزورفضه یوسف (علیه السلام).

فمع
أنَّ الحدث واحد أنَّ فعلى الأمر مختلفان وذلك الاختلاف نیة كل منها
وتناقضهما بالرفض من قبله (علیه السلام) والعزم من قبلها فجاءالأمر
بالإعراض موصول مع الأمر بالاستغفار مناسبته لسیاق الآیة ومقام الكلام.
ومثلما یعطف الأمر علی الأمرفی الجمل الإنشائیة، یعطف الأمر على النهی كما
فی قوله تعالى«… لا تقتلوا یوسف وألقوه فی غیابت الجبِّ…»  [50] حیث عطفت
جمله الأمر (ألقوه فی غیابت الجبِّ) على جملة النهی (لا تقتلوا یوسف) وذلك
لتعرض یقصده المتكلم فی أنَّ كلا منهما مطلوب فعله، فالنهی عن قتله. مع ذكر
اسمه استعطافا ً لأخوته علیه- یدعوإلى أمر بابعاده لا قتله. فدلّ الوصل
بین الجملتین على أنَّ جملة الأمر(ألقوه) هی المقصودة لذلك جئ بها موصولة
ما قبلها دون فاصل بینهما،لأنَّ قائلها  [51] تقول اغلب تفاسیر انه [52]
کان لا یرید موت یوسف بل ابعاده فقط. فكان الوصل دالاَ على سرعة المجئ
بالمطلوب تحققه وحصوله ووجوب وقوعه وأنَّ ذلك المطلوب یمكن فی الجملة
الثانیة [53] بـ . اتفاق الجملتین فی الخبر كمل فی قوله تعالى«…یخلُ لكُم
وجه أبیكم وتكونوا من بعده قوماً صالحین»  [54]

فیُفهم من سیاق هذه
الآیة أنَّها كانت فى التشاوربأمرمحبّة یعقوب لابنه یوسف [55] وإنَّهم إی
الأبناء قد أصدروا الحكم بقتله وأبعاده عنه ونتیجة الابعاد خلوص المحبة لهم
فقط. وإنّما وصل بین الجملتین [56] لاتفاقهما فی الخبریة وتناسبهما فی
أنَّ خلووجه أبیهم لهم یتبعه صلاح أمورهما [أىْ یعود حالكم الى الصلاح مع
أبیكم وقد یكون أنكم تتوبون بعد فعل ذلك لله باعتبارما ارتكبوه كان ذنباً
یصّح التوبة منه]

بمعنى أنّ حال عدم انشغال أبیهم بغیرهم وتوجهه لهم
یتبعه صلاح أمورهم معه. الوصل بـ [57] الحال فی السورة المباركة: فیما
تقدّم كان الوصل بین الجمل بالواوهی واوالعطف التی لا تكون إلاّ بین الجمل
المتشابهة والمتوافقة فی الخبریة، والإنشایة، والأسمیة، والفعلیة بجامع
التوافق والتضادّ كما تقدم. ولكن فی بعض الأحیان ترى جملا ً تختلف من جهة
بفعلیّتها واسمیّتها إلاّ أنّها موصولة مع بعضها وهذه الواصلة بینهما هی
[58] ولیست واوالعطف «لما کانت الحال تجئ جملة، وقد تقترن بالواو، وقد لا
تقترن فأشبهت الوصل والفصل» .  [59]

اقتران الجملة الحالیة بواوالحال وعدمه فی السورة:

كثیراً
ما ترتبط الجمل الحالیة بالفصل والوصل. وذلك لكون بعضها یرتبط
بالواووبعضها لا یرتبط به فـ «أنَّ الجملة إذا كانت من مبتدأ وخبر، فالغالب
علیها أنْ تجئ مع [60]…، فإنْ كان المبتدأ من الجملة ضمیراً ذالحال، لم
یصلح بغیر [61]البتة.  [62] فجملة [63] جملة تصف حالهم فی الإنكار له ساعة
دخولهم علیه، وبما أنّها جملة اسمیة احتوت على الضمیر العائد علیهم وهو
[64] فأوصلت بما قبلها بواوالحال. ومثله كثیر فی السورة المباركة كما فی
قوله تعالى «إذ قالوا لیوسف وأخوه أحب إلى أبینا مِنّا ونحن عصبةٌ…»  [65]
فجملة [66]جملة اسمیة تصف حال كثرتهم مقارنة ومع أخیهم یوسف وشقیقه. ومثله
قوله تعالى « وكأیِّن من آیةٍ فی السماوات والأرض یمرّون علیها وهم عنها
معرضون».  [67] فجملة [68] فی الآیة جاءت اسمیة مبتدأها ضمیر صاحب الحال
یعود على ضمیر الجمع [69] فی [70] أیْ أنَّ حالهم هوالإعراض بشكل مستمرّ
وثابت فیهم. ولوفصلت الجمل الحالیة ولم تتصل لكان الكلام غیر صحیح. وقد
كثرت الجمل الحالیة المقترنة بالواوفی السورة المباركة وذلك تناسباَ مع
سیاق سورة فی سرد الاحداث ووصفها حال الشخصیات وبما أنّ السورة تخبرنا بما
تقوم به الشخصیات داخل اطار قصتها من أفعال فلابدّ أنْ تصف لنا حالهم فی
أثناء أداء الفعل أوبعده، أیْ كیف كان حالهم؟ وكیف سیصبُح حالهم بعد أنْ
یُواجهوا بما فعلوه. وأحیاناً لا تقترن الجملة الحالیة بالواووذلك لمانع
یمنع فـ «ان كانت الجملة من فعل وفاعل، والفعل المضارع مثبت غیر منفی، لم
یكد یجئ بالواوبل تری الكلام على مجیئها عاریة من الواو».  [71] كما فی
قوله تعالى « وجاءُوا أباهم عشاءً یبكون»  [72] فجملة «یبكون» جملة حالیّة
غیر متقرنة بالواو، لما فی اقترانها به من ثقل على اللسان باللفظ فترك
الواوأفضل معهما.

وعلیه فالوصل بین الجمل یأتى للتشابه والانسجام
والمناسبة بینها، ولیفهم القارئ انما وصل بین الجمل سواء بـ واوالعطف
أوبـواوالحال لغرض یقصده المتكلّم من وراء ذلك الوصل فی توضیح تلك المناسبة
أوالصلة الرابطة للجمل الموصولة، كتوضیح الصلة ارتباط جملة السبب بالمسبب،
أوبیان أنَّ الجمل الموصولة ناسبت فی وصف حدث بعینه واستكملته للقارئ.
المـصـادر

   1. القرآن الکریم.
   2. الجاحظ، ابی عثمان عمربن بحر [73]: البیان والتبیین، تحقیق: عبدالسلام محمد هارون، ط4، مکتبة الخانچی، القاهرة [74]
   3. الجرجانی، ابوبکرعبدالقاهر بن عبدالرحمن [75]: أسرار البلاغة، تحقیق هلموت ریتر، مطبعة وزارة المعارف استانبول، 1954م.
   4. الزمخشری، لإبی القاسم جار الله محمود بن عمر، الکاشف ج2، دار الفکر، القاهرة، بلاتا.
   5. السكاكی، إبى یعقوب یوسف بن ابی بكر محمد بن على [76] : المفتاح العلوم، مطبعة مصطفی البابی الحلبی، مصر، [77].
   6. شاکر، محمود محمد: دلائل الاعجاز، بلاتا.
  
7. الطبرسی، ابوعلی الفضل بن الحسن: مجمع البیان فی تفسیر القرآن [78]،
تحقیق هاشم الرسولی المجلاتی، دار احیاء التراث العربی، مؤسسة التاریخ
العربی، بیروت، لبنان [79].
   8. علوان، قصی سالم: علم المعانی، دار الفکر العربی، القاهرة، بلاتا.
   9. القزوینی، الخطیب [80]: الإیضاح فی علوم البلاغة، تحقیق لجنة من أساتذة الأزهر، مطبعة السنة المحمدیة، القاهرة، [81].
  10. القزوینی، الخطیب [82]: الإیضاح فی علوم البلاغة، تحقیق لجنة من أساتذة الأزهر، مطبعة السنة المحمدیة، القاهرة، [83].
  11. مطلوب، أحمد : البلاغة العربیة [84]، المکتبة الوطنیة بغداد، 1988م.
  12. الهاشمی، أحمد: جواهر البلاغة فی المعانی والبیان والبدیع، ط12، المکتبة التجاریة الکبری، مصر، [85]

حواشی

[1] الجاحظ،، ج1، 1975م، ص88

[2] السکاکی، بلاتا، ص119

[3] السورة البقرة/آیه2

[4] الكتاب خیر الصدیق، الربیع سید الفصول

[5] شاکر، محمود محمد، بلاتا، ص243

[6] فالفاء

[7] القزوینی، الخطیب، ج1، بلاتا، ص147

[8] السکاکی، بلاتا، ص119

[9] جرجانی، الإمام ابوبکر عبد القاهر بن عبدالرحمان، 1975، ص243

[10] علوان، قصی سالم، بلاتا ، صص152-153

[11] علوان، قصی سالم، بلاتا ، ص152

[12] علیه السلام

[13] سورة یوسف/ آیه 31

[14] سورة البقرة/ آیه 2

[15] سورة یوسف/ آیه 24

[16] علیه السلام

[17] سورة یوسف/ آیه 76

[18] علوان، قصی سالم، بلاتا، ص155

[19] سورة یوسف/ آیه 8-9

[20] سورة یوسف/ آیه 29

[21] علوان، قصی سالم، بلاتا، ص156

[22] الهاشمی، أحمد، 1960، ص208

[23] سورة یوسف/ آیه 65

[24] ذلك كیلٌ یسیر

[25] علیه السلام

[26] سورة یوسف/ آیه 53

[27] إنَّ النفس لأمّارة بالسوء

[28] إنَّ النفس لأمّارة بالسوء

[29] جرجانی، الإمام ابوبکر عبد القاهر بن عبدالرحمان، بلاتا، ص240 وما بعدها

[30] قال

[31] سورة یوسف/ آیه 5-4

[32] سورة یوسف/ آیه 11

[33] سورة یوسف/ آیه 13

[34] قال

[35] بالواوخاصة

[36] الهاشمی،أحمد، 1960، ص197

[37] الواو

[38] انظر؛ المصدر نفسه، ص 198

[39] أحمد قائم وعمروقاعد

[40] جرجانی، ابوبكر عبدالقاهر بن عبد الرحمن، بلاتا، ص225

[41] مطلوب، أحمد، 1988، ص139

[42] سورة یوسف/ آیه 31

[43] واعتدت لهن متکأ

[44] واتت کل واحدة…

[45] الزمخشری، لإبی القاسم جار الله محمود بن عمر ، ج2، بلاتا، ص316

[46] اتت کل واحدة منهن سكیناً

[47] واعتدت لهن متكأ

[48] سورة یوسف/ آیه 25

[49] سورة یوسف/ آیه 29

[50] سورة یوسف/ آیه 9

[51] القاتل[[لا تقتلوا یوسف

[52] یهودا

[53] ألقوه فی غیابت الجبّ

[54] سورة یوسف/آیه9

[55] علیه السلام

[56] یخلُ… وتكونوا…

[57] واو

[58] واوالحال

[59] الهاشمی، أحمد، 1960، ص211

[60] الواو

[61] الواو

[62]
جرجانی، ابوبكر عبدالقاهر بن عبد الرحمن، بلاتا، ص202[[ فالجرجانى یحدد
اقتران الجملة الاسمیة بالواووخاصة عندما یكون المبتدأ ضمیراً یعود على
صاحب الحال كما فی قوله تعالى«وجاء إخوة یوسف فدخلوا علیه فعرفهم وهم له
منكرون». [[سورة یوسف/ آیه 58

[63] وهم له منكرون

[64] هم

[65] سورة یوسف/ آیه 8

[66] ونحن عصبةٌ

[67] سورة یوسف/ آیه 105

[68] وهم عنها معرضون

[69] الواو

[70] یمرون

[71] جرجانی، ابوبكر عبدالقاهر بن عبد الرحمن، بلاتا، ص204

[72] سورة یوسف/ آیه 16

[73] ت 255هـ

[74] 1395هـ - 1975م

[75] ت471هـ أو474هـ

[76] ت 626هـ

[77] د. ت

[78] ج

[79] د.ت

[80] ت 739هـ

[81] د.ت

[82] ت 739هـ

[83] د.ت

[84] المعانی والبیان والبدیع

[85] 1379هـ 1960م







جمعه 10 شهریور 1391 - 23:44
ارسال پيام نقل قول تشکر گزارش






برای ارسال پاسخ ابتدا باید لوگین یا ثبت نام کنید.


تمامی حقوق این قالب مربوط به همین انجمن میباشد|طراح قالب : ابزار فارسی -پشتیبانی : رزبلاگ

: